Facebook تعلم تفسير سورة العلق وفهم أسرار أولى آيات الوحي

يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري

تعلم تفسير سورة العلق وفهم أسرار أولى آيات الوحي

تعلم تفسير سورة العلق وفهم أسرار أولى آيات الوحي

تعلم معنا تفسير سورة العلق تلك الآيات العظيمة التي لا تشكل مجرد سورة قصيرة، بل بداية انطلاق الرسالة الإسلامية ونقطة التحول الكبرى في تاريخ البشرية.

إنها الرسالة التي انطلقت من عتمة غار حراء لتضيء العالم، حاملة معها أول أمر إلهي موجه للإنسان: "اقرأ".

ولأننا في جمعية تعلم، نعمل على غرس قيم الفهم والتدبر في نفوس طلابنا، من خلال برامج تعليمية متخصصة تقدم تفسيرًا مبسطًا وواضحًا لسور القرآن الكريم، نقدم لكم رحلة تدبر عميقة في سورة العلق، لربطكم بأصل الوحي وأهمية العلم والقراءة، ضمن منهجنا لفهم القرآن بشكل عملي وسهل. 

شرح وتفسير سورة العلق

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}

هذه هي أول آيات نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء.

  • اقرأ باسم الله: الأمر للنبي أن يبدأ قراءته للوحي الجديد بقوة واسم الله.

  • الذي خلق: الله هو الخالق لكل شيء، ومن عظمة خلقه أنه خلق الإنسان من "عَلَق" (وهي قطعة دم جامدة صغيرة تتعلق بجدار الرحم، تمثل بداية مراحل الجنين) كتذكير بأصل الإنسان الضعيف.

{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}

  • اقرأ وربك الأكرم: أكمل القراءة، فربك كثير الكرم والفضل، ومن كرمه أنه اختارك للنبوة وأنزل عليك هذا الوحي.

  • الذي علّم بالقلم: الله سبحانه أكرم الأكرمين، فقد أعطى الإنسان العلم، وعلّمه الكتابة بالقلم، وجعل بها حفظ العلوم والشرائع والقصص عبر العصور.

  • علّم الإنسان ما لم يعلم: الله هو من منح الإنسان القدرة على التعلم والإدراك، ونور عقله بالوحي ليعرف كل ما لم يكن يعرفه من أمور الدين والدنيا والأخرة.


{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} {أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى}

يبيّن الله أن الإنسان قد يطغى ويتكبّر عندما يشعر بأنه قوي أو غني أو لا يحتاج لأحد.

لكن الحقيقة أن كل إنسان راجع إلى الله، وسيحاسبه على عمله كبيره وصغيره.

الآية تحذير لكل من يغتر بماله أو جاهه، وتذكير بأن المصير النهائي إلى رب العالمين.

{أرأيت الذي ينهى * عبدًا إذا صلى...}

هنا في تفسير سورة العلق، نزلت هذه الآيات في أبي جهل الذي كان يمنع النبي ﷺ من الصلاة عند الكعبة.

يستنكر القرآن هذا الفعل ويقول:

كيف ينهى هذا المتكبر رجلًا صالحًا يصلي لله ويتبع الهدى ويأمر بالتقوى؟!

ثم يتوعد الله هذا الظالم في قوله:

(كلا لئن لم ينته لنسفعًا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة)

أي سنأخذه أخذًا شديدًا، وقد تحقّق ذلك يوم بدر، حيث قُتل أبو جهل ذليلًا.


{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}

يتحدى الله هذا المتكبر:

إن كان يظن أن قومه وأصحابه ينفعونه، فليدعهم!

أما نحن فسنستدعي الزبانية: ملائكة العذاب الشديدة.

فلا قوة تستطيع الوقوف أمام قوة الله.


{كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}

بعد هذا التهديد للظالم، يخاطب الله نبيه ﷺ خطاب رحمة وسكينة:

لا تطعه: لا تستجب لتهديدات أبي جهل.

بل اسجد لربك (صلِّ) وتقرّب إليه بالطاعة والعبادة، فالسجود هو أقرب حال يكون فيه العبد من ربه.

ما هي معجزة الرسول في سورة العلق؟

في سورة العلق تظهر معجزة الرسول ﷺ من خلال نزول أولى آيات الوحي عليه رغم كونه أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، وهي معجزة واضحة في بدايات السورة ومعانيها. 

وعند تفسير سورة العلق يمكن تلخيص معجزة الرسول في الآتي: 


1) نزول الوحي على النبي ﷺ فجأة وهو لا يقرأ

عندما جاء جبريل في غار حراء وقال للنبي ﷺ: "اقرأ"، أجابه النبي: "ما أنا بقارئ"، أي لا أستطيع القراءة.

ومع ذلك، نزل عليه القرآن بكلام عربي معجز في بيانه وتشريعه ومعانيه، وهذا بحد ذاته دليل أنه ليس من كلام بشر.

المعجزة هنا أن النبي ﷺ أُمِّيٌّ، ومع ذلك تلقّى هذا الوحي العجيب وأصبح يبلغ أمة كاملة كتابًا محفوظًا إلى يوم الدين.


2) الإعجاز في مضمون الآيات الأولى

الآيات الأولى من السورة تحدثت عن:

خلق الإنسان من علق

تعليم الله الإنسان بالقلم

إخبار عن العلم والكتابة والتعلم

مع أن النبي ﷺ لم يدرس علمًا ولا كتبًا، جاءت الآيات بأسرار تكوين الإنسان وفضل العلم والكتابة، وهذا إعجاز لأنها جاءت من رجل لم يتعلم قراءة ولا كتابة ولم يطّلع على كتب الأولين.


3) معجزة حفظ القرآن وتبليغه رغم أمية النبي ﷺ

النبي ﷺ لم يكتب كتابًا، ولم يتتلمذ على أحد، ومع ذلك:

حفظ القرآن كله.

بلّغه بدقة كاملة.

تناقلته الأمة حفظًا وقراءة وكتابة عبر الأجيال.

وهذا لا يمكن تفسيره بالعقل إلا بأنه وحي من عند الله.

جهود جمعية "تعلم" في تفسير سورة العلق وخدمة طلاب العلم

تواصل جمعية تعلّم مسيرتها الرائدة في تعليم كتاب الله ونشر علومه في المملكة العربية السعودية، من خلال برامج متخصصة تجمع بين أهمية علم التفسير وضوابطه وبين التطبيق العملي داخل حلقات تعليمية نموذجية. 

وفي إطار جهودنا في خدمة القرآن الكريم، نهتم في جمعية تعلم بتفسير سور القرآن الكريم ومنها سورة العلق، حيث نقدم للطلاب شرحًا مبسّطًا يُبرز معاني الوحي الأولى، وأثرها في بناء الإيمان وتعظيم مكانة القراءة والعلم في الإسلام. 

تقام هذه الدروس ضمن حلقاتنا القرآنية حيث توفر الجمعية بيئة تعليمية مُهيأة بإشراف نخبة من المعلمين المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن. 

بالإضافة إلى استخدام وسائل تعليمية حديثة تُسهل عليهم استيعاب المفاهيم وتنمية مهارات التدبّر، وتعزيز قدرة الطالب على الربط بين معاني السورة وحياته اليومية، لبناء جيل واعي بكتاب الله وقادرًا على تطبيق هديه في سلوكه وأخلاقه.


اكفل معنا حلقة قرآنية الآن، وكن شريكًا في تفسير سورة العلق وساهم في تعليمهم القرآن كاملاً فهمًا وعملاً

واجعل كفالتك نورًا يضيء لأبنائنا طريق الهداية والتدبر.


مشاريع تنتظر دعمكم